مسيحنا فوق الزمان

الأحد، 29 أغسطس 2010

قراءات اليوم الأحد الموافق 29/8/2010

عشــية

مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 118 : 131 ، 132 ، 138 )

 
فلتدنُ طلبَتي من حضرتكَ ياربُّ. وكقولكَ نَجِّني. ضَلَلتُ مثل الخروفِ الضالِّ. فاطلب عبدَك فاني لوصاياك لم أنسَ هللويا.
 

إنجيل العشية
 
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 17 : 20 ـ 36 )
 
ولمَّا سألهُ الفرِّيسيُّونَ: " متَى يأتي ملكوتُ اللـهِ؟ " أجابهُم وقال: " لا يأتي ملكوتُ اللـهِ بمُراقبةٍ، ولا يقولونَ: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوتُ اللـهِ داخلكم ".
وقال لتلاميذهُ: " ستأتي أيَّامٌ فيها تشتهون أن تروا يوماً واحداً من أيَّام ابن الإنسان ولا ترون. ويقولون لكم: هوذا ههنا! أو: هوذا هناك! لا تذهبوا ولا تسرعوا، لأنَّهُ كما أنَّ البرق الذي يظهرُ في السَّماء، ويُبرقَ تحت السَّماء، كذلك يكونُ ابن الإنسان في يومهِ. ولكن ينبغي أوَّلاً أن يتألَّمَ كثيراً ويَرفضهُ هذا الجيل. وكما كان في أيَّام نوح كذلك يكون أيضاً في أيَّام ابن الإنسان: كانوا يأكُلون ويَشربونَ، ويُزَوِّجُونَ ويَتَزوَّجونَ، إلى اليوم الذي فيه دخلَ نوحٌ الفُلكَ، وجاء الطُّوفان وأهلكَ الجميعَ. كذلك أيضاً كما كان في أيَّام لوطٍ: كانوا يأكُلون ويَشربونَ، ويشترونَ ويبيعونَ، ويَغرسونَ ويبنونَ. ولكنَّ اليوم الذي فيه خَرجَ لوطٌ من سادومَ، أمطر ناراً وكبريتاً من السَّماء فأهلك الجميعَ. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان. في ذلك اليوم من كان على السَّطح وأمتعتُهُ في البيتِ فلا ينزل ليأخُذها، والذي في الحقل كذلك لا يرجع إلى الوراء. اذكروا امرأة لوطٍ! مَن يطلب أن يُخلِّصَ نفسهُ يُهلكها، ومن يهلكها يُحييها. أقولُ لكُم: إنَّهُ في تلك اللَّيلةِ يكُونُ اثنان على فراش واحدٍ، فيؤخذُ الواحدُ ويُتركُ الآخرُ. تكونُ اثنتان تطحنان في موضع واحدٍ، فتؤخذُ الواحدةُ وتُتركُ الأخرى ". فأجابوا وقالوا لهُ: " في أي موضع ياربُّ؟ ". فقال لهم: " حيثُ تكونُ الجُثَّةُ هناك تجتمعُ النُّسورُ ".
( والمجد للـه دائماً )
باكــر

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 1 )

ياربُّ ملجأً كُنتَ لنا من جيلٍ إلى جيلٍ. مِن قبل أنْ تكونَ الجبالُ. قبل أنْ تُخلقَ الأرضُ والمسكونةُ. هليلويا.

 
إنجيل باكر

من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 20 : 1 ـ 18 )
 
وفي أوَّل الأُسبوع جاءت مريم المجدليَّة إلى القبر باكراً، والظَّلام باقٍ. فرأت الحجر مرفوعاً عن باب القبر. فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس
وإلى التِّلميذ الآخَر الذي كان يسوع يُحبُّه، وقالت لهما:" قد أخذوا سيِّدي من القبر ولستُ أعلم أين وضعوه ". فخرج بطرس والتِّلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان يسرعان كلاهما معاً. فركض التِّلميذ الآخَر وسبق بطرس وتقدم أوَّلاً إلى القبر، وتطلع داخلاً ورأى الثِّياب موضوعةً، ولـم يدخل. ثُـمَّ جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل ـ الذي كان على رأسه ـ ليس موضوعاً مع الثِّياب، بل ملفوفاً وموضوعاً في ناحية وحده. فحينئذٍ دخل أيضاً التِّلميذ الآخر الذي جاء أوَّلاً إلى القبر، فرأى وآمن، لأنَّهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنَّه ينبغي له أن يقوم من بين الأموات. فمضَى التِّلميذان أيضاً إلى موضعهِما.
أمَّا مريم فكانت واقفةً عند القبر خارجاً تبكي. وفيما هيَ تبكي تطلَّعت داخل القبر، فأبصرت ملاكين جالِسين بثيابٍ بيضٍ واحداً عند رأسه والآخر عند رجليه، حيثُ كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها: " يا امرأة، ما بالكِ تبكين؟ " فقالت لهما: " إنَّهم أخذوا سيديِّ ولستُ أعلم أين وضعوه ". ولمَّا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنَّه يسوع. فقال لها يسوع: " يا امرأة، لماذا تبكين؟ ومن تطلبين؟ " فظنَّت تلكَ أنه حارس البُستان، فقالت له: " يا سيِّدي، إن كنت أنت قد حملته فاعلِمني أين وضعته، وأنا آخذه ". قال لها يسوع: " يا مريم! ". فالتفتت تلك وقالت له بالعبرانية: " رَبُّوني " الذي تفسيره يا مُعلِّم. قال لها يسوع: " لا تلمسيني لأنِّي لم أَصعَد بعـدُ إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنِّي صاعدٌ إلى أبي الذي هو أبوكم، وإلهي الذي هو إلهكم ". فجاءت مريم المجدليَّة، وأخبرت التَّلاميذ أنَّها رأت الربَّ، وأنَّه قال لها هـذا.
( والمجد لـله دائماً )

 
القــداس

البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي

( 2 : 13 ـ 3 : 1 ـ 13 )

ولهذا نحنُ أيضاً نشكرُ اللـه بلا انقطاع، لأنَّكُم إذ تسلَّمتُم منَّا كلمةَ سماع اللـه، قبلتُموها لا ككَلمةِ أُناس، بل كما هي بالحقيقةِ ككَلمةِ اللـه، التي تعملُ أيضاً فيكُم أنتُم المؤمنين. لأنَّكُم أيُّها الإخوة صرتُم مُتمثِّلينَ بكنائس اللـهِ التي هي في اليهوديَّةِ في المسيح يسوع، لأنَّكم أنتُم أيضاً تحمَّلتُم من أهل عشيرتكُم هذه الآلام عينها، كما نحنُ أيضاً من اليَهود، الذين قَتَلُوا الربَّ يسوعَ والأنبياء، واضطهدونا نحنُ أيضاً. وهُم غيرُ مُرضينَ للـهِ وأَضدَادٌ لجميع النَّاس. يَمنَعوننا عن أن نتكلَّمَ مع الأممَ لكي يَخلُصوا، حتَّى يُتمَّموا خطايَاهُم كُلَّ حين. وقد حلّ عليهم الغضبُ إلى النِّهايةِ.
وأمَّا نحنُ أيُّها الإخوةُ، فإذ عدمناكُم زمانَ ساعةٍ، بالوجهِ لا بالقلبِ، اجتهدنا أكثرَ، باشتِهاءٍ كثير، أن نَرى وجوهكُم. لذلكَ أردنا أن نأتي إليكُم أنا بولس مرَّةً ومرَّتين. وإنَّما عاقني الشَّيطانُ. لأن مَن هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليلُ افتخارنا؟ ألستم أنتُم أمام ربِّنا يسوعَ المسيح في ظهورهِ. لأنَّكُم أنتُم مجدنُا وفرحُنا.
لذلك إذ لم نحتمل أيضاً استحسنَّا أن نبقى في أثينا وحدنا. فأرسلنا إليكم تيموثاوس أخانا، وخادم اللـهِ، وإنجيل المسيح، حتى يُثبِّتكُم ويَطلُب عن إيمانكُم، كي لا يَتزعزَعَ أحدٌ في هذهِ الضِّيقاتِ. فإنَّكُم أنتُم تعلمونَ أنَّنا موضوعونَ لهذا الأمر. لأنَّنا لمَّا كُنَّا عندكُم، سبَقنا فقُلنا لكُم: إنَّنا سنتضايقَ، كما حصل أيضاً، وأنتُم تعلمونَ. مِن أجل هذا إذ لم أحتمل أيضاً، أرسلتُ لكي أعرف إيمانكُم، لعلَّ المُجرِّبَ يكونُ قد جرَّبكُم، فيصيرَ تَعبُنا باطلاً.
وأمَّا الآنَ فإذ رجعَ إلينا تيمـوثاوس من عندكُم، وبشَّرنا بإيمانكم ومحبَّتكُم وبأنَّ عندكُم لنا ذكراً حسناً وبأنَّكُم تُحبونَ أن ترونا كل حين، كما نحنُ أيضاً أن نراكم، فمِن أجل هذا تَعَزَّينا أيُّها الإخوةُ من جهتكُم في كل ضرورتنا وضيقتنا، بواسطة إيمانكم. لأنَّنا الآن نعيشُ إن ثبتُّم أنتُم في الربِّ. لأنَّهُ أيَّ شُكر نَستطيعُ أن نُعوِّضه إلى اللـهِ عن كُلِّ الفرَح الذي نَفرحُ بهِ من أجلكُم قُدَّام إلهنا؟ طالبينَ ليلاً ونهاراً أوفر طَلبٍ، أن نرَى وجُوهكُم، ونُكمِّل الناقص من إيمانكُم. واللـهُ نَفسهُ أبونا وربُّنا يسوعُ المسيحُ يَهدي طريقنا إليكُم. والربُّ يُنميكم أنتُم ويَزيدكُم في المحبَّةِ بعضَكُم لبعض وللجميع، كما نحنُ أيضاً لكُم، لكي يُثبِّت قُلوبكُم بلا لوم في الطهارةِ، أمام اللـه وأبينا عند ظهور يسوعَ المسيح مع جميع قدِّيسيهِ. آمين.

( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
 
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 4 : 7 ـ 5 : 1 ـ 5 )

فاخضعوا للـه قاوموا إبليسَ فيَهرُبَ مِنكُم. اقتربوا إلى اللـهِ فيَقتربَ إليكُم. نقُّوا أيديكُم أيُّها الخُطاةُ، وطهِّروا قُلوبكُم يا ذوي الرَّأيَين. اشقوا ونوحوا وابكوا. ليتَحوَّل ضحككُم إلى نوح، وفرحُكم إلى غَمٍّ. اتَّضعُوا قُدَّامَ الربِّ فيرفعكم.
لا يذُمَّ بعضُكُم بعضاً أيُّها الإخوةُ لئلاَّ تدانوا. لأن الذي يَذُمُّ أخَاهُ أو يدين أخاه يَذُمُّ النَّاموسَ ويُدينُ النَّاموسَ. وإن كُنتُ تَدينُ النَّاموسَ، فَلستَ عَامِلاً بالنَّاموس بل ديَّاناً لهُ. واحدٌ هو واضعُ النَّاموس والدَّيان، القادرُ أن يُخلِّص ويُهلِكَ. فمَن أنتَ يا مَن تَدينُ غيركَ؟
هلُمَّ الآنَ أيُّها القائلون: " نَذهبُ اليَوم أو غداً إلى هذهِ المدينةِ، وهناكَ نصرفُ سـنةً واحدةً ونَتَّجِرُ ونَربحُ ". أنتُم الذينَ لا تَعرفُون أمرَ الغـدِ؟ لأنَّها ما هيَ حياتُكُم؟ إنَّها بُخارٌ يَظهرُ قليلاً ثُمَّ يَضمحِلُّ. عِوَضَ أن تقولوا: " إنْ شاءَ الربُّ وعِشنا نفعلُ هذا أو ذاكَ ". وأمَّا فإنَّكُم تَفتخرونَ في تَعظُّمكُم. كلُّ افتخار مثلُ هذا رديءٌ. فمَن يعرفُ أن يعملَ حسناً ولا يعملُ فذلكَ خطيَّةٌ لهُ.
هلُمَّ الآن أيُّها الأغنياءُ، ابكوا مولولينَ على شقاوتِكُم القادمة عليكم. غناكُم قد فسدَ. وثيابُكُم قد أكلها العُثُّ. ذهبُكُم وفضَّتكُم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادةً عليكُم، ويَأكُلُ لحُومَكُم كنار! قد كنزتُم في الأيَّام الأخيرة. هوذا أُجرةُ الفَعلةِ الذينَ حصدوا كوركُم، المظلومة مِنكُم تَصرُخُ، وأصواتُ الحصَّادينَ قد دخلت إلى مَسامع ربِّ الصباؤوت. قد تنعَّمتُم على الأرض، وتلذذتُم وربَّيتُم قُلوبكُم، ليوم الذَّبح.

( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،
وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار

( 11 : 19 ـ 30 )

أمَّا الذين تشتَّتوا من الضِّيق الذي حصلَ بسببِ اسطفانوس فأتوا إلى فنيقيةَ وقُبرسَ وأنطاكيةَ، وهُم لا يُكلِّمونَ أحداً بالكلمةِ إلاَّ اليهودَ فقط. وكانَ منهُم قومٌ، قُبرسيُّونَ وقَيروانيون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكيةَ كانوا يَتكلمونَ مع اليونانيِّينَ مُبشِّرينَ بالربِّ يسوع. وكانت يدُ الربِّ مَعهُم، فآمَن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.
فبلغَ القولُ عنهم إلى آذان الكنيسةِ التي في أُورشليمَ، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكيةَ. وهذا لمَّا أتى ورأى نعمةَ اللـهِ فرحَ، وكان يُعزي الجميعَ أن يثبُتوا في الربِّ. برضاء القلبِ لأنَّهُ كانَ رجُلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضمَّ إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.
ثُمَّ خرجَ إلى طرسُوسَ ليطلُبَ شاول ولمَّا وجدهُ أصعدهُ إلى أنطاكيةَ. فحدثَ أنَّهُما اجتمعا في الكنيسةِ سنةً كاملةً وعلَّما جمعاً كبيراً. وسُمِيَ التَّلاميذُ الذين في أنطاكيةَ أوَّلاً " مسيحيين ".
وفي تلك الأيَّام انحدر أنبياءُ من أورشليمَ إلى أنطاكيةَ. وقامَ واحدٌ منهُم اسمهُ أغابوسُ، وأشار بالرُّوح القدس أنَّ جُوعاً عظيماً سيَصيرُ على كلِّ المسكونةِ، الذي صار أيضاً في أيَّام كُلوديوس. فحتَمَ التَّلاميذُ حسبَما تَيسَّر لكلٍّ منهُم أن يُرسِلَ كلُّ واحدٍ منهُم شيئاً، خدمةً إلى الإخوة السَّاكنينَ في اليهوديَّة. ففعلوا ذلكَ مُرسِلينَ إلى المشايخ بيد برنابا وشاول.
 
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 9 ، 10 )

 
لكَ هيَ السموات، ولك هيَ الأرضُ أيضاً. أنتَ أسَّستَ المسكونةَ وكمالهَا. أنتَ خلقتَ الشمالَ والبحرَ. فلتعتزّ يدُكَ ولترتفع يمينُكَ. هللويا.

 
إنجيل القداس

من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13: 3 ـ 31 )

 
وفيما هو جَالسٌ على جبل الزَّيتُون، أمام الهيكل، سألهُ بُطرسُ ويَعقوبُ ويُوحنَّا وأندراوسُ على انفرادٍ: " قُل لنا متى يكُونُ هذا؟ وما هيَ العلامة عندما يتمُ جميعُ هذا؟ ". فابتدأ يسوعُ يقول لهُم: " انظروا! لا يُضلُّكُم أحدٌ. فإنَّ كثيرينَ سـيأتونَ باسـمي قائلينَ: أنا هو المسـيحُ! ويُضلُّونَ كثيرينَ. فإذا سمعُتم بحُروبٍ وأخبار حروبٍ. فلا تَضطربوا، لأنَّها لابُدَّ أن تكونَ، ولكن ليسَ المُنتهى بعدُ. لأنَّه تقوم أُمَّةٌ على أُمَّةٍ، ومملكةٌ على مملكةٍ، وتكُونُ زلازلُ في أماكن، وتكون مجاعاتٌ وهذهِ مُبتدأُ الأوجاع. فانظروا إلى نفوسكُم. لأنَّهم سيُسلِّمُونكُم إلى مجالسَ، وسيضربونَكُم في المحافل، وتُوقفونَ أمام ولاةٍ وملوكٍ، من أجلي، شهادةً لهم. ولجميع الأمم وينبغي أولاً أن يُكرز بالإنجيل. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم، فلا تهتموا مِن قبلُ بما تتكلَّمونَ بهِ، لأنَّكم تُعطونَ في تلكَ السَّاعة ما تَتَكلَّمونَ بهِ لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بل الرُّوح القدس وسَيُسلم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلم ابنهُ وتقومُ الأولادُ على آبائهم ويَقتُلونهُم وتكونون مُبغَضينَ من الجميع لأجْلِ اسمي. والَّذي يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ. فمتى نظرتُم " رجسة الخَرَابِ " التي قالَ عنها دانيآلُ النَّبيُّ قائمةً حيث لا ينبغي ـ ليفهم القارئ ـ فحينئذٍ ليَهـرُب الذين في اليَهوديَّة إلى الجبال، والذي على السَّـطح فلا ينزل ولا يدخل ليأخُذَ شيئاً من بيته، والذي في الحقل فلا يرجع ليأخذ ثيابهُ. وويلٌ للحبالى والمُرضِعَاتِ في تلك الأيَّام! وصلُّوا لكي لا يكون هربُكُم في الشتاء، لأنَّ تلك الأيَّام ستكونُ ضيقاً لم يكُن مثلُهُ مُنذُ ابتداء الخليقة التي خلقها اللـه إلى الآن ولن يكونَ بعد. ولو لم يجعل الرب تلك الأيَّام قصيرة لم يخلُص كل ذي جسدٌ. ولكن لأجل المُختارينَ الذين إختارهم قصَّر الأيَّامُ. فإذا قال لكم أحدٌ: هوذا المسيح هنا! أو: هوذا هناك! فلا تُصدِّقوا. لأنـَّهُ سيقومُ مُسحاءُ كذبةٌ وأنبياءُ كذبةٌ ويُعطُونَ آياتٍ وعجائبَ، لكي يُضلُّوا لو أمكن المُختارينَ أيضاً. فانظروا أنتم ها أنا قد سَبقتُ وقلتُ لكُم. كل شيءٍ.
بل في تلك الأيام بعد ذلك الضيق الشَّمسُ تُظلمُ، والقمرُ لا يُعطي ضوءهُ، والنُّجومُ تتساقطُ من السَّماء، وقوَّاتُ السَّمواتِ تتزعزعُ. وحينئذٍ يُبصــرونَ ابن الإنسـان آتياً في سَحـابٍ بقـوَّةٍ عظيمة ومجـدٍ. فيُرسِلُ حينئـذٍ مَلائكتهُ ويَجمعَ مُختاريهِ من الأربع الرِّياح، من أقصاء الأرض إلى أقصاء السَّماء. فمِنْ شجرة التِّين اعرفوا المَثلِ: متَى صارَت أغصانُها ليِّنة وأخرَجَت أوراقاً، تَعلمونَ أنَّ الصَّيفَ قريبٌ. هكذا أنتُم أيضاً، إذا رأيتُم هذه الأشياء صائرة فاعلَموا أنَّهُ قريبٌ على الأبوابِ. الحقَّ أقولُ لكُم لا يَمضي هذا الجيلُ حتَّى يكُونَ هذا كُلُّه. السَّماء والأرضُ تزولان. ولكنَّ كلامي لا يَزولُ.
وأمَّا ذلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعةُ فلا أحدٌ يعرفهُما، ولا الملائكةُ الذينَ في السَّماء، ولا الابنُ، إلاَّ الآبُ. انظروا! واِسهروا وصلُّوا، لأنَّكم لا تعرفون متى يكون الوقت. كأنَّما إنسانٌ مُسافر ترك بيتهُ، وأعطى عبيدهُ السُّلطان، ولكلِّ واحدٍ عملهُ، وأوصى البوَّاب أن يسهر. اِسهروا إذاً لأنَّكم لا تعرفون متى يأتي ربُّ البيتِ، أمساءً، أم نصف اللَّيل، أم صياح الدِّيك، أم صباحاً. لئلاَّ يأتي بغتةً فيجدكم نياماً! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهَرُوا ".

( والمجد للـه دائماً )
 

ليست هناك تعليقات: