مسيحنا فوق الزمان

الخميس، 17 يونيو 2010

قراءات يوم الخميس الموافق 17 يونيو 2010

عشــية



مزمور العشية


من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 3 ، 4 ، 7 ، 8 )


اعلموا أنَّ الربَّ قد جعلَ بارهُ عجباً. الربُّ يستجيبُ لي إذا ما صرختُ إليه. قد ارتسم علينا نور وجهك ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. هللويا.


إنجيل العشية


من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )


ليس التِّلميذ أفضل من معلِّمه، ولا العبد أفضل من سيِّده. يكفي التِّلميذ أن يَصير كمعلِّمه والعبد مثل سيِّده. إن كانوا قد لقَّبوا ربَّ البيت بعلزبول، فكم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس خفيٌّ إلا ويستعلَن ولا مكتومٌ إلا ويُعــرَف. الذي أقـوله لكم في الظُّلمـة قولـوه في النُّور، والذى تسمعونه بآذانكم نادوا به على سـطوحكم، ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسدكم ونفسكم لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدر أن يُهلِك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. أليس عصفوران يُباعان بفَلسٍ؟ وواحدٌ منهمالا يسقط على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السموات. وأمَّا أنتـم فحتَّى شـعور رؤوسـكم جميعها مُحصاةٌ. فلا تخـافوا إذاً. أنتم أفضل من عصـافير كثيرة. فكل مَن يعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّموات، ومَن ينكرني قُدَّام النَّاس أُنكِره أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّموات .


( والمجد للـه دائماً )






باكــر


مزمور باكر


من مزامير أبينا داود النبي ( 112 : 1 )


سبِّحوا الربَّ أيُّها الفتيان. سبِّحوا لاِسم الربِّ. ليَكُـنْ اسم الربِّ مُباركاً. من الآن وإلى الأبدِ. هللويا.


إنجيل باكر


من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 )


ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومن يُهلِك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسـان لـو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن من يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسد والخاطئ، فإن ابن البشر أيضاً يستحي به متى جاء في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسين ". وكان يقول لهم: " الحقَّ أقول لكم: إن قوماً من القيام هاهنا لا يَذُوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أَتَى بقوَّة ".


( والمجد للـه دائماً )






القــداس


البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية


( 8 : 14 ـ 27 )


لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله. إذ لم تأخذوا روح العبوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التَّبنِّي الذي به نصرخ: " يا أَبَا الآب ". الرُّوح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنَّا أولاداً فنحن ورثةٌ أيضاً، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث. إن كنَّا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه. لأنِّي أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحص القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه تشفع لله عن القدِّيسين.


( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )






الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى


( 2 : 11 ـ 17 )


أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.


( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )






الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار


( 19 : 11 ـ 20 )


وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة. فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا باسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتـم فمَن أنتـم؟ " فـوثب عليهم الرَّجـل الـذي كان بـه الرُّوح الشِّرير، وتسلط وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ.


( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)






السنكسار


اليوم العاشر من شهر بؤونه المبارك


1.شهادة القديسة دابامون ومن معها


2.تذكار اغلاق هياكل الأوثان وفتح الكنائس


3.نياحة البابا يوأنس البطريرك ( 102 )


4.جلوس البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ( 111 )














1 ـ فى مثل هذا اليوم.استشهدت القديسة دابامون وأمها صوفية. وذلك أن إنساناً يُدعَى ورشنوفة قد طُلب للأسقفية فهرب إلى طحمون من كرسي بنا، فاستضافه أخوان يُدعَيان بصطامون ودابامون. وفى تلك الليلة ظهر له ملاك الرب قائلاً: لماذا أنت نائم والجهاد قائم والأكاليل مُعدة. قم انطلق إلى الوالي واعترف بالمسيح لتنال إكليل الشهادة. ولما استيقظ قص الرؤية على الأخوين. فاتفقوا جميعاً على نوال الإكليل وذهبوا إلى الوالي واعترفوا أمامه باسم السيد المسيح. فعذبهم وألقاهم فى السجن ثم أخذهم معه من بنشليل إلى سنهور، وعرض عليهم التبخير للأوثان فأبوا. فعذبهم وكان الرب يرسل ملاكه يعزيهم. ومن هناك توجه بهم إلى صا. حيث أعلمه كهنة الأصنام عن امرأة بناحية دجوة تُدعَى دابامون تسب الآلهه. وهذه كانت امرأة صالحة محسنة ولها ابنة تُدعَى يونَّا وكانتا تنسجان الأقمشة وترسمان عليها الرسوم الجميلة. وتتصدقان بما يفضل عنهما. فأرسل إليها الوالي سيافاً يُدعَي أولوجي. وهذا إذ رأى منها حُسن السيرة وجمـال الطـباع، امتنع عن قتلهـا وأخـذها معـه إلي الوالـي وهناك اجتمعت بالقديس ورشنوفة ورفيقاه. فعذبها الوالي كثيراً وأمر بعصرها بالمعصرة، وكان الرب يقويها ويُعيدها صحيحة. وفى أثناء ذلك اعترف أولوجي ـ السياف الذى كان قد أحضرها ـ بالسيد المسيح، فقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة. وقد أمر الوالي أن تُقطع رقبتها خارج المدينة فخرجوا بها والنِّساء حولها باكيات. أما هى فكانت فرحة مسرورة، فقطعوا رأسها ونالت إكليل الشهادة. صلاتها تكون معنا. آمين.


2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 312 م. صدرت أوامر الملك البار قسطنطين الكبير إلى جميع البلاد الخاضعة لسلطانه بإغلاق هياكل الأوثان وفتح الكنائس. وكان وصول تلك الأوامر إلى مدينة الإسكندرية فى مثل هذا اليوم، فشَمل الفرح المسكونة كلها واشترك السمائيون مع الأرضيين فى ذلك الفرح العظيم. وقد جعل المسيحيين من هذا اليوم عيداً عظيماً. وكان ذلك فى أوائل بطريركية الأنبا الكسندروس الأول بابا الإسكندرية التاسع عشر. صلاته تكون معنا. آمين.


3 ـ وفى هذا اليوم من سنة 1434 للشهداء الأبرار ( 15 يونية سنة 1718 م ) تنيح البابا يوأنس السادس عشر البطريرك الثالث بعد المائة. ويُعرف هذا البابا باسم يوأنس الطوخي. وكان والداه مسيحيين من طوخ النصارى بكرسي المنوفية، فربيا نجلهما وكان يُدعَى إبراهيم أحسن تربية، وزوداه بكل معرفة وأدب وعلماه أحسن تعليم، وكانت نعمة الله حالة عليه منذ صباه فنشأ وترعرع فى الفضيلة والحياة الطاهرة. ولما تنيح والده زهد العالم واشتاق لحياة الرهبنة، فمضى إلى دير القديس أنطونيـوس ببرية العربة وترهب فيه، ولبس الزى الرهباني واتشـح بالإسكيم المقدس. فلما تفاضل فى العبادة والنسك اختاره الآباء الرهبان فرسمه البابا متاؤس الرابع بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة قساً على الدير المذكور، فازداد فى رتبته الجديدة فضلاً وزهداً حتى شاع ذكر ورعه واتضاعه ودعته. ولما تنيح البابا البطريرك متاؤس وخلا الكرسي بعده اجتمع الآباء الأساقفة والكهنة والأراخنة لاختيار الراعي الصالح، فانتخبوا عدداً من الكهنة والرهبان وكان هذا الأب من جملتهم، وعملوا قرعة هيكلية بعد أن أقاموا القداسات ثلاثة أيام، وهم يطلبون من الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يرشدهم إلى من يصلح لرعاية شعبه، ولما سُحِبَ اسم هذا الأب فى القرعة علموا وتحققوا أن الله هو الذى اختاره إلى هذه الرتبة. وتمت رسامته فى يوم الأحد المبارك الموافق 9 برمهات سنة 1392ش ( 5 مايو سنة 1676 م ) ودُعَي يوأنس السادس عشر وكان الاحتفال برسامته فخماً عظيماً عم فيه الفرح جميع الأقطار المصرية. وقد اهتم بتعمير الأديرة والكنائس فقد قام بتعمير المحلات الكائنة بالقدس الشريف، وسدد ما كان عليها من الديون الكثيرة، وجدد مباني الكنائس والأديرة وكرَّسها بيده المباركة، واهتم خصيصاً بدير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح بجبل نمره، وكان خَرِبـاً مدة تزيد على المائة سنة فجدَّده وفتحه وعمَّره، وأعاده إلى أحسن مما كان عليه وجهَّز له أواني وكتباً وستوراً وذخائر ومضى إليه بنفسه وكرَّسه بيده المقدسة، ورسم له قسوساً وشمامسة ورهباناً فى يوم الأحد 19 بشنس سنة 1421 ش ( 25 مايو سنة 1705 م ). وقد زار دير القديس العظيم أنطونيوس أب الرهبان المعروف بالعرب بجبل القلزم أربع دفعات: الأولى فى شهر كيهك سنة 1395 ش ( سنة 1678 م )، وكان بصحبته رئيس الدير وكاتب القلاية السابق وبعض الرهبان. والثانية فى 20 برمودة سنة 1411ش ( 1695م ) فى ختام الصوم المقدس، وكان معه القس يوحنا البتول خادم بيعة كنيسة العذراء بحارة الروم، والشماس المكرم والأرخن المبجل المعلم جرجس الطوخي أبو منصور والمعلم سليمان الشنراوي. والثالثة فى شهر مسرى سنة 1417 ش ( 1701 م ). والرابعة فى سنة 1421 ش ( 1705 م ) لتكريس دير القديس أنبا بولا. وفى شهر أبيب المبارك سنة 1417 ش وقع اضطهاد على الشعب الأرثوذكسي بمصر المحروسة، فى زمن الوالي محمد باشا بسبب وشاية وصلته بأن طائفة النصارى الأقباط أحدثوا مباني جديدة فى كنائسهم، فعين على الكنائس أغا من قبله ورجال المعمار وقضاة الشرع للقيام بالكشف على الكنائس، فنزلوا وكشفوا وأثبتوا أن فى الكنائس بناء جديداً، ولكن عناية الله تعالى لم تتخل عن شعبه بصلوات البابا الطاهر، فحنن على أمته القبطية قلوب جماعة من أمراء مصر وأكابر الدولة، وتشفعوا عند الوالي فقرر عليهم غرامة، فاجتمع البابا بالسادة الأراخنة المعلم يوحنا أبو مصرى والمعلم جرجس أبو منصور والمعلم إبراهيم أبو عوض، واتفق الرأي بينهم على أن يطوف البابا المكرم حارات النصارى، ويزور البيوت ويُحصِّل منها ما يمكن تحصيله إلى أن يتم جمع الغرامة المطلوبة، فجُمِعت كلها بمعونة الله تعالى. وبعد تحصيل هذه الغرامة قام السادة الأراخنة بتسديدها لأربابها، وحصل فرح عظيم فى البيعة المقدسة وفُتِحت الكنائس ورفرف الهدوء والسلام، فى سائر البيع الطاهرة، ولكن البابا تأثر من طوافه على المنازل فتوجه إلى دير القديس أنطونيوس فى 7 مسرى سنة 1417 ش للترويح عن نفسه. وفى سنة 1419 ش اشتاق البابا أن يعمل الميرون المقدس، فأجاب الرب طلبته وحرك إنساناً مسيحياً هو الأرخن الكبير المعلم جرجـس أبـو منصور ناظر كنيستي المعلقة وحارة الروم، وكان محباً للفقراء والمساكين مهتماً بمواضع الشهداء والقديسين، وكان مشتركاً مع البابا فى كل عمل صالح. فجهز مع قداسة البابا ما يحتاج إليه عمل الميرون، وتم طبخه وكرَّسه البابا بيده الكريمة فى بيعة السيدة العذراء بحارة الروم واشترك فى هذا الاحتفال العظيم الآباء الأساقفة والرهبان والشيوخ، لأن الميرون لم يكن قد طُبِخ منذ مائتين وسبع وأربعين سنة، تولى فيها الكرسي ثمانية عشر بطريركاً. وهو أول من قام ببناء القلاية البطريركية بحارة الروم، وخصص لها إيرادات وأوقافاً. وفى سنة 1425 ش ( سنة 1709 م ). قام هذا البابا بزيارة القدس الشريف، ومعه بعض الأساقفة وكثير من القمامصة والقسوس والأراخنة عن طريق البر السلطاني، وقد قام بنفقة هذه الزيارة المقدسة الشماس المكرم والأرخن المبجل الشيخ المكين المعلم جرجس أبو منصور الطوخي، بعد أن تكفل بنفقة ترميم وصيانة بيعة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة بمصر. وكان البابا يفتقد الكنائس، ويزور الديارات والبيع، كما زار بيعة مار مرقس الإنجيلي بالإسكندرية، وطاف الوجهين البحرى والقبلى وأديرتهما وكنائسهما، وكان يهتم بأحوالهما ويشجعهما. ورتب فى مدة رئاسته الذخيرة المقدسة فى الكنيسة، وهى جسد المسيح ودمه لأجل المرضى والمطروحين الذين لا يقدرون على الحضور إلى الكنائس. وكان البابا محبوباً من جميع الناس. وكانت الطوائف تأتي إليه وتتبارك منه، كما كان موضع تكريمهم واحترامهم، لأنه كان متواضعاً وديعاً محباً رحوماً على المساكين، وكان بابه مفتوحاً للزائرين وملجأ للقاصدين والمُتردديـن. وكانت جميع أيـام رئاسـته هادئـة، وكان اللـه معه فخلَّصه من جميع أحزانه، وأجاب طلباته وقَبِل دعواته وعاش فى شيخوخة صالحة مرضية. ولما أكمل سعيه مرض قليلاً، وتنيح بسلام هو وحبيبه الأرخن الكريم جرجس أبو منصور فى أسبوع واحد، فحزن عليه الجميع وحضر جماعة الأساقفة والكهنة والأراخنة وحملوا جسده بكرامة عظيمة وصلوا عليه ودفنوه فى مقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة فى 10 بؤونه سنة 1434 ش بعد أن جلس على الكرسي اثنين وأربعين سنة وثلاثة أشهر. صلاته تكون معنا. آمين.


4 ـ وفى هذا اليوم من سنة 1578 ش ( 15 يونية سنة 1862 م ). تذكار جلوس البابا ديمتريوس الثاني البطريرك الـ ( 111 ) على كرسي الكرازة المرقسية. وُلد هذا الأب ببلدة جلدة محافظة المنيا وترهب بدير القديس مقاريوس، ولما تنيح رئيس الدير اختاروه للرئاسة فأحسن الإدارة. ونظراً لما اتصف به من حسن الصفات رسموه بطريركاً خلفاً للبابا العظيم الأنبا كيرلس الرابع البطريرك الـ ( 110 ) وقد أكمل بناء الكنيسة المرقسية الكبرى كما شيد جملة مبان فى البطريركية وفى ديره بناحية أتريس. وفى سنة 1869 م حضر الاحتفال بفتح قناة السويس، وقابل أعظم الملوك، ونال حسن الالتفات من السلطان عبد العزيز، أنه عندما تقدم منه البابا لتأدية واجب السلام، قبَّله على صدره ففزع السلطان من ذلك. فوثب الحجاب عليه ثم سألوه قائلين: لماذا فعلت هكذا ؟ فقال: إن كتاب الله يقول: قلب الملك فى يـد الرب فأنا بتقبيلي هذا قـد قبَّلت يد الله. فسُــرَّ السُّـلطان من حسن جواب البابا، وأنعم عليه بكثير من الأراضي الزراعية لمساعدة الفقراء والمدارس. وقد طاف البطريرك فى باخرة حكومية مُتفقداً كنائس الوجه القبلي، فردَّ الضالين وثبت المؤمنين. وبعد أن أكمل فى الرئاسة سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام تنيح بسلام فى ليلة عيد الغطاس 11 طوبه سنة 1586 ش ( 18 يناير سنة 1870 م ) .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.






مزمور القداس


من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 11 ، 12 )


جُزنا في النَّار والماء. وأخرجتنا إلى الراحة. أَدخل إلى بيتكَ بالمُحرَقاتِ. وأُفيكَ النذورَ التي نَطَقت بها شفَتاي. هللويا.


إنجيل القداس


من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 )


وقبل هذا كلِّه يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويُسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبَسون، وتُقدَّمون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادةً. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتمُّوا من قبل بما تحتجُّون به، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة التي لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تسقط. بصبركم تقتنون أنفسكم.


( والمجد للـه دائماً )

ليست هناك تعليقات: