مسيحنا فوق الزمان

الأربعاء، 7 يوليو 2010

قراءات يوم الأربعاء الموافق 7 يوليو 2010

عشــية

مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 51 : 7 ، 8 )
وأنا مِثلُ شجرةِ الزَّيتون المُثمرة في بيتِ اللهِ. وأَ تَمَسكُ بِاسمِكَ فإنَّهُ صالحٌ قُدَّامَ أبرارِكَ. هللويا.


إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 28 ـ 35 )
أقول لكم: أنه ليس أحدٌ في مواليدِ النساء أعظمَ مِن يوحنَّا المعمدان، ولكن الأصغر مِنهُ في ملكوتِ السَّمواتِ هوأعظم مِنهُ. وجميع الشَّعِب إذ سمعوا والعشَّارون مَجَّدُوا اللهَ معتمدينَ بمعموديَّةِ يوحنَّا. وأمَّا الفرِّيسيُّون والنَّاموسيُّون فرفَضُوا مشورةَ اللهِ مِنْ جهةِ أنفسِهمْ، ولم يَصطَبِغُوا مِنهُ. " بمَن أُشبِّه أُناس هذا الجيل، وبمَن يُشبِهون؟ يُشبِهون أولاداً جالسين في السُّوق ينادون بعضهم بعضاً قائلين: زمَّرنا لكم فلم ترقصوا. نُحنَا لكم فلم تبكوا. لأنه جاء يوحنَّا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً، فتقولون: به شيطانٌ. جاء ابن البشر يأكل ويشرب، فتقولون: هوذا أَكُولٌ وشِرِّيبُ خمرٍ مُحبٌّ للعشَّارين والخطاةِ. والحكمة تبرَّرت من جميع بنيها ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 91 : 8 ، 12 )
يرتفعُ قرني مِثل وحيدِ القرن. وشيخوختي في دُهنٍ دسمٍ. ويكونونَ بما هُمْ مُستريحونَ. ويُخبرونَ بأنَّ الربَّ إلهنا مُستقيمٌ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 11 : 11 ـ 19 )
الحقَّ أقول لكم: أنه لم يقم بين المولودين من النِّساء أعظم من يوحنَّا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السَّموات أعظم منه. ومن أيَّام يوحنَّا المعمدان إلى الآن ملكوت السَّموات يُغصَبُ، والغاصِبونَ يختطفونه. لأن جميع الأنبياء والنَّاموس تنبَّأوا إلى يوحنَّا. وإن أردتُم أن تقبلوه، فهو إيليَّا الآتي. مَن له أُذنان للسَّمع فليسمع." بمَن أُشبِّه هذا الجيل؟ يُشبِه أولاداً جالسين في الأسواق يُنادون إلى أصحابهم ويقولون: زمَّرنا لكم فلم ترقصوا! نُحنَا لكم فلم تبكوا! لأنه جاء يوحنَّا لا يأكُل خُبزاً ولا يشرب خمراً، فقالوا: إن فيه شيطانٌ. جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا: هوذا إنسانٌ أَكُولٌ وشِرِّيبُ خمرٍ، مُحبٌّ للعشَّارين والخطاةِ. والحكمة تبرَّرت من جميع بنيها ".
( والمجد للـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 11 : 32 ـ 12 : 1 ـ 2 )


ماذا أقولُ أيضاً؟ لأنه يُعوزُني الوقت إن أخبَرت عن جدعون، وباراق، وشَمشُون، ويَفتاحَ، وداود، وصَموئيل، والأنبياء الأُخر، الذينَ بالإيمان قَهَروا مَمالِك، وعملوا البر، ونالوا المواعيد، وسدُّوا أفواه أُسودٍ، أخمدوا قوَّة النَّار، ونجوا مِن حدِّ السَّيف، وتقوُّوا في الضَّعف، صاروا أقوياء في الحرب، وهزموا جيوش الغُرباء، أَخَذَت نِساءٌ أمواتَهُنَّ من بعد قيامةٍ. وآخرون ضُربوا مثل الطُّبول ولم يقبلوا إليهم النَّجاة لكى ينالوا القيامة الفاضِلة. وآخرون صُلبوا بالهزء والجلد، ثم في قُيودٍ أيضاً وحَبسٍ. ورُجموا، ونُشِروا بالمناشِير، وجُرِّبوا، وماتوا بقتل السَّيف، وطافُوا في فراء وجُلودِ مِعزَى، معُوزين مُتضايقين مُتألِّمين، هؤلاء الذين لم يكن العالم يستحقَّهمْ. تائهين في القفار والجبال والمغاير وشقوق الأرض. فهؤلاء كلُّهُم، شُهِد لهم من قِبل الإيمان، ولم ينالوا الموعد. لأن الله منذ البدء تقدَّم فنظر من أجلنا أمراً مختاراً، لكى لا يُكمَلُوا بدوننا.من أجل هذا نحن أيضاً الذين لنا سحابةُ شهداء هذا مقدارها مُحيطة بنا، فلنطرح عنَّا كلَّ تكبُّر، والخطيَّة القائمة علينا جداً، وبالصَّبر فلنسعى في الجهاد الموضوع لنا، وننظر إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، هذا الذي عوض ما كان قُدَّامه من الفرح صبر على الصَّليب واستهان بالعار، وجلس عن يمين عرش الله.


( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى( 2 : 11 ـ 17 )


أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكي يكونوا فيما يتكلَّمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصَّالِحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكلِّ ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأنَّ هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تُسِدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كلَّ واحدٍ. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرِموا الملك.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل ( 7 : 8 ـ 22 )


وأعطاه ميثاق الختان، وهكذا وَلَدَ إسحق وختنه في اليوم الثَّامن. وإسحق وَلَدَ يعقوب، ويعقوب وَلَدَ رؤساء الآباء الاثنى عشر. ورؤساء الآباء حسدوا يوسف وباعوه إلى مصر، وكان الله معه، وخلَّصه من جميع شدائده، ومنحه نعمةً وحكمةً أمام فرعون ملك مصر، فجعله مُدبِّراً على مصر وعلى كلِّ بيتِهِ. ثم أتى جوعٌ على كلِّ أرض مصر وكنعان، وضيقٌ عظيمٌ، فكان آباؤنا لا يجدونَ قمحاً. ولمَّا سمع يعقوب أنَّ في مصر قمحاً يُباع، أرسـل آباءنا أولاً.في المرَّة الثَّانية أظهر لهم يوسف نفسه لإخوته، وتبيَّن لفرعون أصل يوسف. فأرسل يوسف واستدعى يعقوب أباه وجميع عشيرته، خمسةً وسبعينَ نفساً. فهبط يعقوب إلى مصر وتوفى هو وآباؤنا، ونُقِلَ إلى شكيم ووُضِعَ في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمنٍ من الفضَّة من بني حمور في شكيم. وكما كان يقرب زمان الموعد الذي أقسم به الله لإبراهيم، كان الشَّعب قد نمى وكثر في مصر، إلى أن قام ملكٌ آخر على مصر لم يكن يعرف يوسف. فهذا دبَّر حيلةً على جنسنا وأساء إلى آبائنا، حتَّى ينبذُوا أطفالهم لكي لا يعيشوا. وفي ذلك الوقتِ وُلِدَ موسى وكان جميلاً مرضياً عند الله، هذا رُبِّيَ ثلاثة أشهر في بيت أبيه. فلمَّا طُرِحَ، أخذته ابنة فرعون وربَّته لنفسها ابناً. فتهذَّب موسى بكلِّ حكمة المصريِّين، وكان مُقتدراً في كلامه وفي أعماله.


( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثلاثون من شهر بؤونه المبارك
ميلاد القديس يوحنا المعمدان


في هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان. هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه. وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه. واستحق أن يضع يده على رأس ابن الله وقت العماد. وجاء عنه في الإنجيل المقدس: " وأما اليصابات فتم زمانها لتلـد فولـدت ابناً، وسَمِع جيرانها وأقربـاؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها. ولما كان في اليوم الثامن جاؤا لختتنوا الصَّبي ودعوه بِاسم أبيه زكريا. فقالت أُمُّه لا بل يُسمى يوحنا. فقالوا لها: ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يُريد أن يُسميه فطلب لوحاً وكتب قائلاً: اسمه يوحنا. فتعجب الجميع. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلَّم وبارك الله ... وتنبأ عن ابنه أنه سيُدعَى نبياً للعليِّ، وينطلق أمام وجه الرب ليُعِد طريقه ". ( لو2 : 57 ـ 76 )


ولمَّا كان ابن سنتين، واتفق مجئ المجوس وقتل هيرودس الأطفال، وشى بعضهم عن هذا الطفل وطلبه الجند ليقتلوه. فحمله زكريا، وأتى به إلى الهيكل وقال للجند: " من هذا المكان تسلمته ". فخطفه الملاك وأتى به إلى بريَّة الزيفانا. فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا. ولهذا السبب قال الرب لليهود: " يأتي عليكم كل دم زكي سُفِكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن براشيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " ( 1 ). أمَّا الصبي يوحنا فكان ينموا ويتقوى بالروح ( 2 ) وظل منذ أيام طفولته. يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل ( 3 ).


وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه الجراد والعسل البري ( 4 ) وقد أقام بالبريَّة مواظباً على الصلاة والتقشف، إلى أن أمره الله تعالى ـ لتتم النبوة ـ أن يبشر الشعب بمجئ مخلص العالم ( 5 ). لأنه مُرسل من الله ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور( 6 ).


وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطى والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبُّس أخوه رئيس ربع على أيطورية وبلاد تراكونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على أبيلية، وحنان وقيافا رئيسا للكهنة. كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، كما هو مكتوب في سفر إشعياء النبيّ: " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض، والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلاً، ويُعاين كل بشر خلاص الله " ( 1 ).


وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول:" توبوا فقد اقترب ملكوت السَّموات " ( 2 ).


حينئذٍ كان يخرج إليه أهل أورشليم وكل اليهودية وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم ( 3 ).


وإذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح، أجابهم يوحنا قائلاً: " أنا أُعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ " ( 4 ).


حينئذٍ أتى يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه، فمنعه يوحنا قائلاً: " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليَّ " فأجابه يسوع قائلاً: " اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نُتمم كل برٍّ " . حينئذٍ تركه. فلمَّا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السَّموات ورأى روح الله نازلاً مثل حمامة وحالاً عليه " وإذا صوت من السَّموات قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت " ( 1 ).


ثم جاء تلاميذ يوحنا إليه وقالوا له: " يا مُعلِّم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه. أجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطيَ من السَّماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح، بل إني مُرسَلٌ أمامه. مَن له العروس فهو العريس، وأمَّا صديق العريس، الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلَّم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع. وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحدٌ يقبلها، ومن قَبِلَ شهادته فقد ختم أن الله صادقٌ لأن الذي أرسله الله يتكلَّم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يُعطي الله الروح. الآب يحب الابن وقد دفع كل شيءٍ في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله " ( 2 ).


ولمَّا رأى يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم: " يا أولاد الأفاعي مَن أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟ فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم أن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. والآن قد وُضِعت الفأس على أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار " ( 1 ).


ولمَّا كان هيرودس أنتيبا بن هيرودس المدعو الكبير، قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبُّس ضد كل الشرائع، أتى إليه القديس يوحنا المعمدان، مُوبِّخاً إياه على هذا الذنب وعلى كل الشر الذي كان يصنعه، فأمر بناءً على تحريض هيروديا الفاجرة أن يُقبَض على يوحنا ويُقيَّد بالسلاسل ويُوضَع في السِّجن داخل الحصن المدعو ماكرونده.


واستمر يوحنا في هذا السِّجن، مدة سنة كاملة، دون أن يمكن لهيرودس أن يقتله. وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة على معلمهم وهو في السجن، كما أنه لم يُهمل واجباته نحوهم، مُبرهناً لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر. وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التى كان مخلِّصنا يصنعها، كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا على الإيمان به.


فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع: " هل أنت المسيح الآتي أم ننتظرآخر؟ " فأجاب يسوع وقال لهما: " اذهبا وأعلِما يوحنـا بما سمعتما ورأيتما. العُمي يُبصِرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصُم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يُبشَّرون. وطوبى لمن لا يشك في " ( 1 ).


ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا: " ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ أإنساناً لابساً ثياباً ناعمة ؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك. أم ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبياً ؟ نعم. أقول لكم وأفضل من نبيّ. فان هذا الذي كُتِبَ عنه: هأنذا مُرسِل ملاكي أمام وجهك الذي يُهيئ طريقك أمامك. الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النِّساء، أعظم من يوحنا المعمدان. ولكن الأصغر في ملكوت السَّموات أعظم منه. ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يُغصَبُ. والغاصِبونَ يختطفونه. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليَّا المُزمِع أن يأتي. من له أُذنان للسمع فليسمع. وبمن أُشبِّه هذا الجيل. يُشبه صبياناً جلوساً في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين: زمرنا لكم فلم ترقصوا. نُحنا لكم فلم تلطموا. جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا أن به شيطاناً. وجاء ابن البشر يأكل ويشرب، فقالوا هوذا أَكُولٌ وشِرِّيب خمرٍ. مُحبُّ للعشارين والخطاةِ. والحكمة تبرَّرت من بنيها " ( 2 ).


وقال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضاً : " كان هو السِّراج المُوقَد المُنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة " ( 3 ).


وكانت هيروديا تريد التخلُّص من يوحنا المعمدان، فدبَّرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس. فلمَّا كان مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط، فأعجبت هيرودس، ولذلك وعدها بقسم أن يُعطيها كل ما تطلبه. فتلقنت من أُمّها ثم أتت وقالت: " أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق ". فحزن الملك، ولكن من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن تُعطاه. وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن. وأتى بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أُمها. فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا وأخبروا يسوع. فلمَّا سمع مضى من هناك في سفينة إلى البرية، وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزناً. أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلاً: " لا يحلُّ لك أن تأخذ امرأة أخيك ". وحدث موت القديس يوحنا في أواخر السنة الحادية والثلاثين، أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح. وقد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة، وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أُمه ومات شهيداً للحقِّ.


صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 91 : 10 ، 11 )


الصدِّيقُ كالنخلةِ يَزهُر وكمثل أرزِ لبنانَ ينمو. مَغروسينَ في بيتِ الربِّ. وفي ديارِ بيتِ إلهِنا زاهرينَ. هللويا.

إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 57 ـ 80 )


ولمَّا تمَّ زمان أليصاباتِ لتلد، فولدت ابناً. وسَمِعَ جيرانها وأقرباؤها أنَّ الربَّ قد عظَّم رحمته لها، ففرحوا معها. وحدث في اليوم الثَّامن أنهم جاءوا ليختنوا الصَّبيَّ، وسمَّوه بِاسم أبيه زكريَّا. فأجابت أُمُّه وقالت: " لا بل يُدعَى يوحنَّا ". فقالوا لها: " ليس أحدٌ في عشيرتك يُدعَى بهذا الاِسم ". ثُمَّ أشاروا إلى أبيه، بماذا تريد أن تُسمِّيه. فطلب لوحاً وكتب قائلاً: " اسمه يوحنَّا ". فتعجَّب جميعهم. وبغتةً انفتح فمه ولسانه وتكلَّم مُبارِكاً للهِ. ووقع خوفٌ على جميع جيرانهم. وتُحُدِّثَ بهذه الأمور جميعها في جبال اليهوديَّة، وحفظها جميع السَّامعين في قلوبهم قائلينَ: " أتَرى ماذا يكون لهذا الصَّبيُّ؟ " وكانت يد الربِّ معه. وامتلأ زكريَّا أبوه من الرُّوح القُدُس، وتنبَّأ قائلاً: " مُباركٌ الربُّ إلهُ إسرائيلَ الذي افتقد وصنع خلاصاً لشعبه، وأقام لنا قرن خلاصٍ من بيت داود فتاهُ. كما تكلَّم على أفواهِ أنبيائِه القدِّيسين منذُ الدَّهر، خلاصٍ من أعدائنا ومن أيدي جميع مُبغضينا. ليصنع رحمةً مع أبائنا ويذكر عهدهُ المُقدَّس، القَسَمَ الذي حلف به لإبراهيم أبينا: أن يُعطينا بلا خوفٍ، الخلاص من أيدي أعدائنا لنعبدُه بالطهارة والحقِّ قُدَّامه جميع أيَّامنا. وأنتَ أيُّها الصَّبيُّ نبيَّ العليِّ تُدعَى، لأنَّك تتقدَّمُ سائراً أمام وجه الربِّ لتُعِدَّ طرقهُ. ولتُعطيَ عِلْم الخلاصِ لشـعبه بمغفرة خطاياهم، من أجل تحنن رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرَقُ من العَلاءِ. ليُضيء على الجالسينَ في الظُّلمةِ وظلال الموتِ، لكي تستقيم أرجُلنا في طريقِ السَّلام ". أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمو ويتقوَّى بالرُّوح، وكان مُقيمٌ في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيلَ.


( والمجد للـه دائماً )

ليست هناك تعليقات: