مسيحنا فوق الزمان

السبت، 20 فبراير 2010

ضَمْنى انا الضال


كنت ضال وكمان عاق
استهنت بميراثى ودفعته ثمنا للأهواء
فتركنى افعل ما اشاء
فالعادل جعلنى حرا فى الإختيار
رأى تكبرى ولم يجازينى انا التراب
رأى استهانتى بالميراث وما كان منه الا ان اطاع
بنفسه من اجلى اطاع
برعونه تركته بتمرد هربت منه
علم بأسرى وبعدى عن الرجاء
ولكنه ترك لى حريه الإختيار
ضللت كخروف تاه من راعيه الحنان
ولكن الراعى اعطانى حريه الإختيار لأنه واهبنى العقل المميز فى الحياه

علمنى المحبه فاعطيته غدر لقلبه الحنان والثمن كانت حربه ومسمار
واكليله كان من شوك كان طريقه لجبينى انا المستهان
فانا من خرجت عن طوع ابى الحنان
خرجت وخروجى من امامه كان لى الهوان
خرجت قاصد مباهج الحياه
خرجت وانا ناسى ان حياتى من تراب وستعود يوما تراب
خرجت وبرعونه اغلقت بنفسى الباب
خرجت وانا لميراثى منه سارق ليه برضاه
ارانى نظرته الحزينه على انا الغير مستحق منه الحياه
رأيت مقلتيه المدمعه اسفبن على الأبن الذى اختار لنفسه طريق الهوان
اخترت بارادتى الهلاك برضا وفخر واعتزاز
اخترت ان ابدد ميراثى باستهزاء وكان جزائى اعيش هناك
عشت يا ما حزين فى كورة الخنازير بعد ما كنت امير
عشت يا ما جعان ونفسى اللى اشتهت العالم بقت تشتهى الخرنوب وليس من مجيب
اين ابويا الملك العظيم
أين النعمة والحب والسلام الذى يفيض فى بيت ابى الكريم
لماذا تركته انااللى كنت امير
دا العبد هناك يأخذ مايريد
دعى الشر يا نفسى وعودى لملك الملوك العظيم
ارجعى طالبه الغفران خادمه فى بيت ابيك بين عبيده ستكون حياتك افضل لا محال
مانا بعت ميرثى زمان وليس لى مكان بين الأمرا بنيه
سارحل من وسط كورة الخنازير
ساعود لأبى عبد ليه
فالعبد فى بيت ابى افضل مما انا فيه
سيرى يا نفسى بسرعه فى الرجوع اليه
حضرى نفسك للتوسل ان يقبلنى من العبيد
ترجى يا عينى ولو رؤيه وجه ابى القدير
تعلمى يا روح الضال كيف تتوسلى اليه
فرعونتك كانت طريقك لكوره الخنازير
ويمر الطريق الطويل وانا وحدى اسير فيه
وفجأة دق قلبى مما رأته العين
من يجرى نحوى انا العاق الضال الأثيم
من يهرع الى بخطوات طائره غير منتظر قدومى ليه
من هناك ينتظرنى انا المخطئ اليه
انه
ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــى القدوس البار القدير
ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى الحانى نفسى اقولك كلمتين
ولكن هيهات وهيهات لم يستمع لى
بدموعه احتضنى وانا المتسخ بشرى لم يأنف منى
فى حضنه رمانى بحب ليس له مثيل وانا نفسى اقوله اقبلنى كعبد يا قدير
كم حضنك دافى يا ابى الرؤوف الرحيم
البستنى حلتى من جديد والبستنى خاتمك وارجعتنى امير
لماذا ما فعلته بك يا حبيب ولماذا قبلتنى من جديد امير
ولماذا كنت تنتظرنى
ولماذا ذبحت العجل المسمن من اجلى انا الحقير
لماذا لم تنتظر ان اكمل طريق العودة ليك


لماذا كنت تنتظرنى انا الخاطى المتهاون المقصر مبدد ميراثى العظيم
لماذا ولماذا ولماذا .........................ودينى نحوك كبير يا قدير
اشكرك يا عظيم يا من ضمنى بمراحم ليس لها مثيل
اشكرك يا قدير يا من احتوانى فى جراحه التى انا من صنعها لك بيديه
اشكرك يا قدوس يا من احيانى انا الميت واعدتنى امير
فقد ضمنى القدير بحب عجيب
ضمنى انا الضال العاق المتهاون فى ميراثى العظيم
ربى ضمنى اليه
وعلى صدره اتكئنى انا التراب الحقير
ضمنى بحبه واعدنى امير من جديد
كم انت عظيم وقدير

ليست هناك تعليقات: