مسيحنا فوق الزمان

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

سكون الحياه

ما اجمل السكون والتأمل فى مُلك الحنان
اشتاق للسكون لو لساعه لقلبى المتبتر على الحياه
اشتاق للسكون والبعد عن الناس
اشتاق للجلوس بمفردى محلق بنظرى فى مخلوقات القدوس الحنان
اشتاق ان يكون صمتى شعله لحديث الروح لله الصالح البار
اشتاق للهدوء والخروج من ساعه الحياه ولو للحظات
ولكن هيهات فمادمت تعيشى كإنسان والله سمح بنفسك يسير فى الحياه فالسكون بعيد عن مداه
ولكن الغير مستطاع عندنا يا قدوس انت قادر ان تهبه لنا فى هذه الحياه
فارحمنا وهبنا سلام الروح مهما كان حولنا اهوال
يا من وهبنى روحه القدوس فى العماد اطلب منك ان تعيد لى منك السلام
يا من انقذنى من اهوال الشيطان بصليب وموت وقيامه بانتصار
اتوسل اليك يا ربى الحنان لا تنزع روحك القدوس منى بل اغفرلى الهفوات والزلات
فليس لى سواك يحمينى من نفسى المتهاون امامك يا قدوس يا بار
اسجد بخشووع ورهبه من امام عظمة مجدك راجى غفرانك لى يا حنان
على كل ما فعلته بدون فهم او ادراك
فكيف اتزكى امامك وانا كلى ثوره وغضب من الحياه ملئتنى اثام

كيف اتزكى امامك وانا اقطع نفسى عن ماء الحياه
كيف اتذكى امامك وضعف جسدى ينتصر على يوما بعد يوم ولكن لى فيك اكبر رجاء
ربى وملكى وإلهى القدوس العظيم العال
ليس لى سواك اترجاه ان يغفر لى الزلات
ليس لى سواك اتوسل اليه الا يسمح لنفسى وجسدى بالتهاون فى لقاك
ليس لى سواك اتزلل امامه ان يهبنى السكون واشتعال الروح فيسرع للرجوع لمولاه
ربى القدوس انت تعلم انى بلا ارشاد ولا احد حتى يبكتنى على خطاياى
فمثلما كنت مرشدى ومبكتنى على الزلات وحتى الهفوات اقبل قلبى الباكى الراجى منك الحنان
فحتى دموع العين اصبحت اهرب منها فاشعر بالإختناق


طالبتنا ان نكون لك ونطلب ملكوتك ووعدتنا ان كل احتياجتنا منك تزاد
وها أنا منذ اريتنى جمال وبهاء سماك لم اطلب الا ملكوتك بتزلل وخشوع ورجاء
وكان لى منك كل نعم الحياه
ولكنى لا اريدها بل اريد لى السكون فى جراحك فيكون لى منك الستر فغطينى بدماك
هبنى السكون يا سيدى مثلما وهبتنى مواهب نعمتك فأحيا لك على الدوام
انزع من نفسى التهاون فى لقاك فاقبل روحى المسكوب تحت صليبك بضعف وهوان
اقبل نفسى واستلم الروح اذا كنت قد فرطت فى عهدى امامك ياحنان بجهل وعدم ادراك لشرور بنى الإنسان
فلا اريد ان احيا لمجرد الحياه بل اريد ان احيا لأرضيك بمعونتك لى انا التراب
فكيف لحفنه التراب ان ترضى الله القدوس الخالق لكل الأكوان الضابط لأتجاه الرياح
كيف لحفنه التراب ان ترى فى نفسها استحقاق لفداء اقنوم الكلمه جوهر الآب
كيف لحفنه التراب ان تستحق حلول اقنوم الروح جوهر الله
يا ربى القدوس العظيم الفادى الحنان لم تسمح ان تظل مجهولا كما فى العهد القديم زمان
بل جعلت الإنسان يدركك فى اقنوم الإبن واقنوم الروح القدس الواحد مع الآب
جوهر فى جوهر فى جوهر فهو جوهر واحد عظيم ليس لعظمته مثال
وليس بين البشر من يستطيع رؤيه عظمه مجد الله فى سماه
ولكن من حنانك سمحت ان تتنازل لمستوى ضعفاتنا وتهبنا رؤيه قشور من مجدك بمواهب واعلانات
فمن هو التراب المتهاون الضعيف لتكون ببهاءك يا قدوس حوله ترعاه وبروحك ترشدنا ليكون لنا فيك الحياه
من هو التراب يا سيدى لتهتم بالكشف له عن جزء من مجدك ليدركك وتكون له منك ملكوت السموات
اشكرك يا قدوس انى على اسمك وروحى ترفرف كلما نطق اللسان بعجائبك
والنفس تسكن كلما تذكرت انك ساترها فى دماك محميه
ودايما فاتح باب التوبة والرجاء فيك بيك يا فاديا الحنان
فانت لنا سفينه النجاه وسط الطوفان
اشكرك على سكون القلب يا قبطان سفينتى المقادة بيد الله

ليست هناك تعليقات: